كنت نائمة ولم أستيقظ للسحور، وبكى طفلي فاستيقظت على صوته، وكانت الكهرباء منقطعة، وبطاريات الجوالات في البيت فارغة، فلم أعرف الوقت، وحسبت أن أذان الفجر لم يرفع، وكنت ظمأى جدًا، فهممت لأشرب ونزل قليل من الماء في فمي وابتلعته، فسمعت إقامة صلاة الفجر، فبصقت ما في فمي، فهل صيامي صحيح؟ وهل عليّ قضاء اليوم؟
الجواب /
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالإشارة إلى سؤاليك المثبت نصاهما أعلاه؛ فمن أكل بعد طلوع الفجر في رمضان ظانًا أنه لم يطلع، فعليه قضاء ذلك اليوم عند جمهور العلماء من الحنفية، والمالكية - في المشهور من المذهب-، والشافعية - في الصحيح من المذهب-، والحنابلة [ بدائع الصنائع 2: 100، وجواهر الإكليل 1: 150، روضة الطالبين 2: 363]، قال ابن قدامة، رحمه الله: " وإن أكل يظن أن الفجر لم يطلع، وقد كان طلع، أو أفطر يظن أن الشمس قد غابت، ولم تغب، فعليه القضاء، هذا قول أكثر أهل العلم من الفقهاء وغيرهم" [ المغني 3: 147].
وعليه؛ فيلزمك أن تقضي هذا اليوم الذي أفطرت فيه خطأ؛ لأنّ الله رفع المؤاخذة عن الناسي والمخطئ، قال رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « إِنَّ اللَّهَ قَدْ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ» [ سنن أبي داود، كتاب الطلاق، باب طلاق المكره والناسي، وصححه الألباني]، وهذا يعني العفو عن الخطأ ورفع الإثم، لكن القضاء يبقى لازماً، والله تعالى أعلم.